تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
Icon(s)
2.2 مليار شخص في العالم بدون مياه شرب نظيفة.
Icon
Image
يفتقر 4.2 مليارات شخص إلى خدمات مرافق الصرف الصحي.
Icon
Image
يموت أكثر من (297,000) طفل دون سن الخامسة سنويًا بسبب أمراض الإسهال الناتجة عن مياه الشرب غير المأمونة والصرف الصحي وعدم الاعتناء بالنظافة.
Icon
Image
SDG thumbnail pager
Image
Media collection

malawi

منظمات القيم الدينية تعمل على تعزيز العدالة المائية لحماية أقدس مواردنا

الماء شريان الحياة: يروي ظمأ الأرض العطشى ويقضي على الأمراض ويتدفق ينابيعًا في قلب كل هدف من أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، يؤسفنا أن أغلى مواردنا عرضة للخطر.

يفتقر أكثر من ملياري شخص إلى مياه الشرب المأمونة، ويفتقر أكثر من 4 مليارات إلى خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان، ويفتقر أكثر من ثلث الأسر ومقدمي الرعاية الصحية إلى المرافق الأساسية لغسل اليدين. ومن جانبها، تقدر الأمم المتحدة أن ندرة المياه قد تؤدي إلى نزوح 700 مليون شخص بحلول عام 2030.

علاوة على ذلك، يقضي ضعف إمكانية الوصول إلى المياه والصرف الصحي إلى عواقب وخيمة تهدد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسلام والأمن وبقاء الإنسان وعالمنا الطبيعي.

يسعى الهدف رقم 6 من أهداف التنمية المستدامة حثيثًا إلى تحقيق الوصول العادل والشامل إلى مياه الشرب المأمونة والميسورة التكلفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية الملائمة بحلول عام 2030. ولكي نوفّق في ذلك، تعمل هيئات الأمم المتحدة وشركاؤها مع المجتمعات المحلية والصناعات على الحد من ظاهرة التغوط في العراء، والحد من التلوث، والقضاء على إغراق النفايات، وتقليل إطلاق المواد الكيميائية الخطرة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة، وزيادة معدل إعادة تدوير المياه وإعادة الاستخدام الآمن، وحماية واستعادة النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه. كما تسعى هذه الأهداف إلى تحسين جودة المياه وتقليل ندرتها للجميع.

وللمياه حرمته في معظم الأديان؛ لذا تبذل مجتمعات دينية لا حصر لها جهود متضافرة لتحسين سبل التوزيع العادل للمياه في جميع أنحاء العالم.

ومن جانبه، يتعاون التحالف العالمي بين أتباع الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة (WASH) (GIWA)، ومقره في ريشيكيش، الهند، مع الزعماء الروحيين والمجتمع المدني لتحسين معايير المياه والصرف الصحي والنظافة، فضلًا عن تقديم خدمات الإغاثة في حالات الكوارث وتعزيز المحافظة على الأنهار وعلى البيئة.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي القيادات الدينية دورًا حاسمًا في معالجة المشكلات التي تبدو مستعصية مثل إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي. وقالت نانديني تريباثي، المديرة المعنية بتنفيذ البرنامج ودمجه ووصله في التحالف العالمي بين الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة،  «إن مثل هذه الأشياء تؤثر علينا جميعًا، لذا فلا عجب أن نجد هذا الحوار والانسجام قائمًا بين أتباع الأديان.»

وعندما أتاحت الحكومة الهندية الملايين من المراحيض الصحية في إطار حملتها المعنونة «تغوط في المرحاض» (ODF) قبل بضع سنوات، لم يستخدمها عدد كافٍ من الناس. لذلك، نسق التحالف العالمي بين أتباع الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة العمل مع القيادات الدينية لنشر رسالة مفادها «أن المراحيض شأنها شأن المعابد، فالأولى تحافظ على طهارة أجسامنا والثانية تحافظ على سلامة أفكارنا.» وبالتحدث عن هذه القضايا من منظور ديني، كان لشركاء التحالف العالمي بين أتباع الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة مساهمة كبرى في حث المجتمعات المحلية على سرعة القضاء على ظاهرة التغوط في العراء.

وبدوره، ينظم التحالف أيضًا برامج تعليمية لحث الشباب من مختلف الأديان على العمل سفراءَ لبرامج الحفاظ على المياه وإدارة النظافة الصحية في فترة الطمث. ومع تسبب الجفاف والفيضانات في إصابة المدن الكبرى بالشلل وتهديد قسم كبير من سكان الهند، يعمل مسؤولو التحالف مع الشركاء لتجديد نشاط الأنهار وإعادة تدوير النُّفايات لكونهما ثروة لتعزيز التنمية المستدامة.

هناك تحالف ديني آخر نشط في الأوساط المعنية بالتوزيع العادل للمياه وهو الشراكة العالمية بخصوص الدين والتنمية المستدامة (PaRD). فمع أكثر من 100 منظمة عضوًا حول العالم، تعزز الشراكة العالمية بخصوص الدين والتنمية المستدامة سبل التعاون لتحسين جودة المياه النظيفة وبنية الصرف الصحي والأنشطة المناخية والحياة تحت الماء والحياة على اليابسة. ويؤيد أعضاء هذه الشراكة العالمية، ينتمي السود الأعظم منهم إلى منظمات القيم الدينية، النهج القائم على الدين الذي يضفي بدوره قيمة فريدة للعمل العلماني في إطار السعي نحو تحقيق التنمية المستدامة. وتتجلى هذه القيمة بوضوح عندما تستفيد مؤسسات ومنظمات القيم الدينية من شبكاتها العالمية المتماسكة للوصول إلى بعض المجتمعات النائية في العالم.

ومساعيهم لأجل الخير كانت على مرأى للجميع خلال الأسبوع العالمي للمياه في أغسطس 2019 عندما اجتمع أعضاء الشراكة العالمية في ستوكهولم لتسليط الضوء على العلاقة بين المياه والدين واجتماع الشبكة بهدف زيادة التعاون عبر المجتمعات المتنوعة وشحذ همم الجهات الدينية المحلية الفاعلة لتحقيق الهدف رقم 6 من أهداف التنمية المستدامة.

سلط الحدث الضوء على نماذج التطوير والتحسين التي قدمها التحالف العالمي بين أتباع الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة في زيمبابوي وزامبيا جنبًا إلى جنب مع مجموعة أدوات جديدة تسمى «ازدهر» طورتها منظمتان مسيحيتان غير حكوميتين، وهما «منظمة الماء من أجل الحياة» و«منظمة تيردفند في المملكة المتحدة»، لمساعدة الكنائس والمجتمعات على العمل معًا لشحذ همم التحالف العالمي بين أتباع الأديان للمياه والصرف الصحي والنظافة. كما أدرك الوفود العلاقة بين «الدين والماء» في ملاوي التي تأخذ بيد القيادات الدينية المحلية وأفراد المجتمع وتدريبهم على استخدام مضخات الماء البسيطة وتجميع مياه الأمطار وفلاتر المياه المصنوعة من مواد محلية. وتعاون «الدين والماء» مع القيادات الدينية والتقليدية، التي تتمتع بقدر هائل من الموثوقية على إحداث تغيرات سلوكية في العديد من المجتمعات، يساعد بدوره على ضمان الاستدامة طويلة المدى لهذا العمل الحيوي.

في عام 2006، بدأ أحد أعضاء الشراكة العالمية البارزين، وهو الشبكة المسكونية للمياه لمجلس الكنائس العالمي (EWN)، توفير منصة لمئات من الكنائس والمنظمات المسيحية لتعزيز الحفاظ على المياه وإدارتها بطريقة مسؤولة وتوزيعها للجميع توزيعًا عادلًا. والغرض من وراء هذه الشبكة هو ترسيخ الإيمان بأن الماء هبة من الله وحق أساسي من حقوق الإنسان. والبرامج الرئيسة التابعة للشبكة المسكونية للمياه لمجلس الكنائس العالمي تطبق نفس منهج التحالف العالمي ليدرسه آلاف من طلاب المدارس التابعة لمجلس الكنائس العالمي وحملة «سبعة أسابيع من أجل المياه»، وهي حملة سنوية تقدم تأملات دينية وموارد أخرى تقتض التوزيع العادل للمياه خلال فترة الصوم المباركة.

ومنظمة «الإيمان من أجل المياه» هي أيضًا منظمة عضو في الشراكة العالمية التي تعمل على النهوض بهدف التنمية المستدامة رقم 6، كما أن هذه المنظمة تعمل مع المجتمعات الدينية والمنظمات العلمانية في إفريقيا وآسيا بصورة أساسية بُغية تحسين معايير التحالف العالمي لبعض أفقر الناس في العالم. علاوة على ذلك، منظمة «الإيمان من أجل المياه» تحث المجموعات الدينية على أن تنتهج تعاليم وأعراف التحالف العالمي فضلًا عن مساعدة المنظمات العلمانية على فهم القيمة المتأصلة التي ينشدها المنهج الديني بُغية بناء علاقات أوثق لتحقيق النفع للناس والطبيعة والكوكب.

وتسلط الشبكات، التي تعكف منظمات مثل التحالف العالمي والشراكة العالمية على تيسير عملها وإيعاز أعضائها بتوجيه دفه الأنشطة القائمة بين أتباع الأديان للمساهمة في ذلك، الضوء على التأثير الهائل الذي يمكن أن يحققه النهج الديني في توزيع المياه توزيعًا عادلًا ودفع حركات التنمية المستدامة الأخرى للمضي قدمًا إلى الأمام. ونظرًا لأن مجتمع التحالف العالمي العلماني يدرك بصورة متزايد فوائد الشراكة مع الجهات الدينية الفاعلة، فإن المجموعات الدينية تواصل الدعم العلني للتحالف العالمي وتوجيه رسائل ذات منحى عملي إلى مجتمعاتهم الدينية بقناعة أكبر من أي وقت مضى. ويعتبر هذا التعاون عبر القطاعات أمرًا حيويًا لتحقيق الهدف رقم 6 من أهداف التنمية المستدامة وحماية المياه - أكثر مواردنا المقدسة - حاليًا وفي المستقبل.

Video