تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
Icon(s)
32 مليون فتاة في سن التعليم الابتدائي خارج المدرسة
Icon
Image
واحدة من كل خمس فتيات يُجبرن على الزواج المبكر
Icon
Image
243 مليوناً ما بين امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا تعرضن للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماع في الأشهر الـ 12 الماضية
Icon
Image
SDG thumbnail pager
Image
Media collection

india

الجهات الفاعلة الدينية تعزز المساواة بين الجنسين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

مع شهرة المثل الصيني القائل: "إن النساء يحملنَ نصف السماء"، ومع أن النساء يفُقنَ الرجال عددًا، نرى إسهاماتهنَّ في المجتمع لا تقدَّر حقَّ قدرها وحقوقَهنَّ الأساسية محدودةً جدًّا في شتى أصقاع الأرض.

فالنساء والفتيات محروماتٌ عادة من المساواة في تلقي التعليم والرعاية الصحية وتحصيل العمل اللائق والأجور العادلة، وتساعد هذه العوائق -التي تحد من الفرص- على تفسير الأسباب التي تجعل النساء يشغلنَ مقعدًا واحدًا لا غير من بين كل أربعة مقاعدَ في المجالس النيابية الوطنية والمناصب الإدارية، الأمر الذي يجعل وجهات نظرهنَّ وشواغلهنَّ وهمومهنَّ ناقصة التمثيل إلى حد يُرثى له في عمليات صنع القرار. وفي المجمل، كان التفاوت الاجتماعي والاقتصادي والسياسي -الذي يحد من إمكانات المرأة- سببًا بلا أدنى شك في عرقلة قدرتنا على تحقيق التنمية المستدامة.

إلى جانب ذلك، فإن إحدى أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين هي الزواج المبكر، الذي يؤثر في الفتيات تأثيرًا غير متناسب. ففي عام 2019، تزوجت واحدة من كل خمس نساء شابات في مرحلة الطفولة، وما لا يقل عن مليون فتاة ونصف المليون تحت سن الثامنة عشْرة يتزوجنَ في الهند كل عام، وهو ما نسبته ثلث الطفلات العرائس عالميًّا. ثم إنَّ زواج الأطفال ينتهك حقوقهم ويجعلهم أكثر عرضة لمخاطر العنف والاستغلال وسوء المعاملة، وبشأن أغلب الطفلات العرائس، فإن الزواج يعني أيضًا نهاية التعليم الرسمي، الأمر الذي يعيق بشدة قدرتهنَّ على تنمية المعارف والمهارات اللازمة للإعانة على انتشال أسرهنَّ ومجتمعاتهنَّ من براثن الفقر والعَوز.

ويرمي هدف التنمية المستدامة الخامس إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، وإن نجاحه يعني القضاء على التمييز والعنف وغير ذلك من الممارسات الضارة التي تؤثر بهنَّ، ومنها الاتجار بالبشر والاستغلال وتشويه الأعضاء التناسلية والزواج المبكر والقسري، وهذا يتطلب الاستفادة الشاملة من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ونيل الحقوق حتى يتسنى للنساء اتخاذ قراراتهنَّ بأنفسهنَّ. زيادة على ذلك، فلا بد من الاعتراف بأعمال الرعاية والأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر -التي تزاولها النساء بمعدل يتجاوز الرجال بثلاثة أضعاف- وتقويمها وتقاسمها داخل البيوت والأسر، وهذه الموازنة بين الواجبات ومنح النساء حقوقًا متساوية والانتفاع بالموارد من شأنها أن تزيد من فرص قيادتهنَّ للحياة السياسية والاقتصادية والعامة. ولتحقيق هذه الغايات، يتعين على الحكومات أن تتبنى وتدعم السياسات السليمة والتشريعات القابلة للتنفيذ التي تعمل على مناصرة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة على المستويات كافَّة.

في هذا السياق، فإن القيادات والمنظمات الدينية لها أدوار حاسمة في إنهاء زواج الأطفال وتحقيق المساواة بين الجنسين. ولكونها سلطات يوثق بها وقادرة على التأثير بالتغيير الإيجابي في مجتمعاتها، فإن المزيد والمزيد من القيادات الدينية ترفض عقد زواج الأطفال وتستخدم مواعظها وتعاليمها لرفع مستوى الوعي بتأثيراته الضارة، وهي تتعاون أيضًا مع الجهات الفاعلة في مجال التنمية وتعمل علنًا على إيجاد الحلول الكفيلة بتمكين النساء والفتيات وتعزيز كرامتهنَّ وحقوق الإنسان.

ومن المنظمات التي تعمل في هذا المجال:

  • "فتيات لسن عرائس" هي شراكة عالمية بين منظمات المجتمع المدني من أكثر من 100 بلد تلتزم إنهاءَ زواج الأطفال وتمكينَ جميع الفتيات من إطلاق طاقاتهنَّ الكامنة، ويعمل كبير أساقفة جنوب إفريقيا السابق ديزموند توتو بوصفه بطلًا عالميًّا للمجموعة، كذلك يعمل أغلب الأعضاء مع القيادات الدينية رأسًا لتحقيق هذه المقاصد. وفي الهند، تدعم الخدمة العالمية اليهودية الأمريكية (AJWS) المنظمات التي تعِين النساء الشابات على تجنب الزواج المبكر. وفي زيمبابوي أيضًا، تعمل الشبكة الإقليمية لرعاية الأطفال والشباب على إقامة مسابقات تشجع القيادات الدينية على منع زواج الأطفال وإبطاله. ثم في مختلِف أنحاء غرب إفريقيا، تذكِّر توستان القيادات الدينية بتداخل القيم الدينية وحقوق الإنسان، فضلًا عن تأكيدها دورَهم الرئيس في إنهاء زواج الأطفال والتصدي لظاهرة تعنيف النساء.
  • وللعمل على نطاق أوسع، فقد أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة والعديد من الشركاء عام 2017 "البرنامج العالمي للمساواة بين الجنسين والدين" لتشجيع تعاون الجهات الفاعلة الدينية والعلمانية مع بعضها بعضًا وتنشيط تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. ويجمع هذا البرنامج بين القيادات والمنظمات الدينية ومجموعات المجتمع المدني وخبراء التنمية لتلبية احتياجات النساء والفتيات، وهو يسعى كذلك إلى زيادة الدور القيادي للمرأة في المؤسسات الدينية وإتاحة المجال للقيادات الدينية النسائية للاجتماع وصقل مهاراتهنَّ وشحذ هممهنَّ. أما منظمة "أديان من أجل السلام"، فهي تعمل على تطوير أهداف البرنامج بدعم القيادات النسائية وتزويد القيادات الدينية برسائلَ تدعو إلى نزع الشرعية عن الزواج المبكر وإنهاء تعنيف النساء وتمكين الناجين من العنف. وفي الفلبين، تقدم المنظمة خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي لمساعدة النساء على تجاوز الصدمات وأن يصبحنَ من دعاة السلام مستقبلًا.
  • وإلى سيريلانكا، فهنا تعتمد "حركة نساء سارفودايا" على مبادئَ بوذيةٍ لرفع معنويات النساء وتمكينهنَّ من تحقيق طموحاتهنَّ وآمالهنَّ والاستفادة من نقاط قوتهنَّ. وينطوي هذا العمل على بناء المعرفة الاقتصادية والزراعية لدى النساء وتنمية مهاراتهنَّ القيادية بصفتهنَّ ناشطات في مجال السلام والتعايش. أيضًا، تروم "مؤسسة كاريتاس الدولية" -وهي اتحاد 165 منظمة إغاثية كاثوليكية تعمل في مجال التنمية والخدمة الاجتماعية والمساعدات الإنسانية- تحقيقَ مساعيَ مماثلة في عملها مع النساء في بنغلادش وفي شتى أنحاء العالم.
  • وبشأن منظمة "الإغاثة الإسلامية"، فهي تنظم حملات في ما يزيد على 40 دولة للقضاء على العنف القائم على الجنس، والمنظمة الإنسانية هذه تسترشد في عملها بالقيم الإسلامية التي توضح أن الزواج المبكر والقسري ينتهك حقوق الإنسان التي منحها الله سبحانه وتعالى لعباده وكذلك حرمة الزواج والأسرة. وعِلاوة على ذلك، فإن المنظمة تعمل مع النساء على معالجة المعوقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحول دون إطلاقهنَّ إمكاناتهنَّ كلها.
  • ومن المنطقي والمفهوم أن يبدأ الكثير من العمل في مجال تمكين المرأة بالفتيات، لذا تدعم "الرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة" كلًّا من الفتيات والشابات وتخولهنَّ سلطة أن يصبحن مواطنات عالميات مسؤولات، وبدورها تَعِد كلُّ مرشدة وفتاة كشافة أن تبذل قصارى جهدها لخدمة دينها والآخرين وهذا الوعد جزء لا يتجزأ من هذه الرحلة.
  • وأخيرًا، تعمل "جمعية الشابات المسيحية العالمية" مع الملايين من الفتيات والنساء من مختلِف الأديان والثقافات في أكثر من 100 دولة بُغية تعزيز المساواة بين الجنسين ودعم القيادة النسائية في شتى الميادين.

وتعد هذه الأمثلة، المستوحاة من الدين والإيمان، جزءًا ضئيلًا من المؤسسات والمنظمات الدينية التي تعمل بلا كلل ولا ملل رجاء إنهاء زواج الأطفال وتمكين النساء والفتيات في العالم كله. وفي الواقع، فإن الثقة والسلطة اللتين تمنحهما المجتمعات للقيادات الدينية تجعل إسهاماتها ذات أهمية بالغة لتحقيق هدف التنمية المستدامة الخامس وضمان المساواة بين الجنسين للجميع.  

Video