تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نائب وزير الخارجية الاسباني يستقبل الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات

14 يونيو 2014

بن معمر خلال مشاركته في الحلقة النقاشية حول دور الحوار في بناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات

التطرف الديني والتطرف السياسي تسبب في مقتل وتشريد مئات الآلاف من البشر

استقبل نائب وزير الشؤون الخارجية الاسباني غونزالو دي بينيتو الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر في معهد "ثرباتنس" الثقافي الاسباني في نيويورك وذلك للمشاركة في حلقة نقاشية حول "دور الحوار في بناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات" بحضور الممثل الدائم لإسبانيا لدى الأمم المتحدة رومان أويارزون مارشيسي، ومدير معهد ثربانتس نيويورك اجناسيو أولموس وما يزيد على مائتي مدعوا من أعضاء هيئة الأمم المتحدة والسفراء المعتمدين وبعض القيادات الدينية في نيويورك .

وعرض بن معمر خلال اللقاء أهداف مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ودوره في تعزيز العيش المشترك والتعايش بين الشعوب والثقافات المختلفة، وبناء السلام من خلال الحوار ، والعمل على توجيه الناس الى التحاور حول المشتركات الإنسانية والتفاهم الحضاري حيال أمنهم وعيشهم المشترك.

وأوضح معالي الأمين العام للمركز في افتتاحية الحلقة النقاشية أن الأساس في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ؛ هو : بناء السلام من خلال الحوار ، والعمل على توجيه الناس إلى التحاور حول المشتركات الإنسانية والتفاهم الحضاري حيال أمنهم وعيشهم المشترك مشيراً إلى أن الدين هو جزء من حياة الغالبية العظمى من الناس في العالم ، ومن بين كل عشرة أشخاص في العالم هناك ثمانية منهم يعتنقون دينا أو آخر، كما أن الغالبية العظمى من هؤلاء يؤمنون بأن العنف تجاه الآخرين مخالف لعقيدتهم.

وقال بن معمر "إن المركز منظمة ناشئة بكونها مؤسسة دولية تنفرد بحوكمتها من قبل دول متعددة ، وقيادات دينية متنوعة في مجلس إدارتها . كما أننا ننفذ اتفاقية دولية تم اقتراحها للمرة الأولى هنا بنيويورك في الأمم المتحدة خلال اجتماع عالي المستوى حضره الأمين العام في عام 2008م"، وأضاف : لقد كان لمؤسسي المركز، وعلى رأسهم  صاحب الفضل بعد الله في هذه المبادرة، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أطلق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عام 2005م وكانت أساس تأسيس المركز، وصانعو السلام من أتباع الأديان والثقافات والحكومات : حيث أن رؤية تأسيس المركز تتلخص في تعزيز التفاهم والتعايش بين الناس ، وتقريب المسافات حول القضايا المختلف عليها وتوحيد الصفوف بحثا عن حلول سلمية لمشكلاتهم .

وأردف قائلاً : على مدى العقود الأربعة الماضية، شاهدنا ازديادا مخيفا في عدد النزاعات التي نتجت عن استغلال الدين والسياسة. فالمتطرفون دينياً وسياسياً اختطفوا سمعة الدين والسياسة بتأويلاتهم المغلوطة وأساءوا إلى تعاليم الأديان والثقافات المعتبرة ، عبر أيدلوجياتهم المتطرفة  لتبرير العنف المسلح . وقد شهدنا تكرر هذه المآسي ، المرة تلو المرة ، منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي ، في إفريقيا، وآسيا، وأوروبا وأمريكا وغيرها من قارات العالم .

ونوه بن معمر بأن استغلال الدين والسياسة من قبل المتطرفين واضحة للعيان بشكل مؤلم، وأن الكراهية المتبادلة تسببت في مقتل مئات الآلاف من البشر عبر العالم، وأدت إلى فقد ملايين أخرى من البشر لمنازلهم، وإلى مئات الآلاف من المصابين وبمرور الزمن، كانت هذه الكراهية قد ساهمت في إشاعة الفقر والدمار والتشرد ، مؤكداً أن هذه الأحداث المروّعة كان في الإمكان تجنبها بالحكمة، موضحاً أن مؤسسو مركز الملك عبدالله أدركوا أن خير وسيلة لمساعدة المجتمعات الإنسانية على مقاومة فيروس الكراهية والتطرف ؛ هو في طرح مساهمة جديدة لمنع مجموعة ضئيلة من الأشخاص من إلحاق أضرار هائلة  بالمجتمع الإنساني ككل ، وهذه الوسيلة هي الحوار.

وأشار بن معمر إلى اجتماعه بالأمين العام للأمم المتحدة والاتفاق على أنه لا يوجد نزاع ديني أو باسم الدين، وأن هذه الصراعات متجذرة في التاريخ، والسياسة، والاقتصاد، مؤكداً أنه أتفق معه في الرأي حول أن الحوار أداة ينبغي لكل صانع سلام أن يكون قادرا على استخدامها، مشيراً إلى اجتماع حوالي عشرين من الممثلين الدينيين من جمهورية إفريقيا الوسطى، وممثلين لمنظمات غير حكومية ومنظمات دولية تعمل في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ شهر مضى في مقر مركز الملك عبدالله في فينا ؛ بهدف التشاور للبحث عن وسيلة لاستخدام الحوار من أجل المساعدة على وضع نهاية للعنف في ذلك البلد.

وقال معالي الأمين العام : إن الأشخاص الذين يكرهون ويخشون أشخاصا آخرين مختلفين عنهم ، سوف يدركون بأنه لا يوجد ، على الإطلاق ، دين يسعى إلى النزاع ، ولا يوجد كذلك ، على الإطلاق ، مؤمن يسعى لإلحاق الأذى بالآخرين وسوف يكتشفون في نهاية الأمر : أن استغلال الدين لتبرير النزاع هو جريمة ضد الدين وضد إنسانيتنا، هناك الكثير والكثير من المنظمات التي تساهم في الحلول الهادفة إلى إحلال السلام في مناطق النزاع ويرغب المركز في تكملة هذا العمل المهم. فنحن نقدم الخبرة بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات ونجمع بين ممثلي الأديان وصانعي السياسات لبناء استراتيجيات أشمل عن طريق الحوار .

وأكد بن معمر أن المركز سوف يظل يعمل مع الشركاء في الاتحاد الإفريقي، والآيسسكو، واليونسكو ومنظمة الكشافة العالمية ومع الأمم المتحدة وتحالف الحضارات، وكافة مؤسسات المجتمع المدني ، والمؤسسات الدينية ، كما يحتاج المركز إلى المزيد من الشركاء من أجل تحقيق رؤية المركز للجيل القادم لإدخال الحوار البنَّاء والاستباقي عن مختلف الحضارات والأديان إلى كل فصل، وكل غرفة أخبار، وكل مناظرة على الانترنت، وكل برلمان.