- قصصنا
- قصصنا الحوارية
- كُنّا جميعًا نعيش حياة آمنة في بيوتنا وممتلكاتنا حتى جاءت أزمة بوكو حرام وقلبت الأمور رأسًا على عقب
كُنّا جميعًا نعيش حياة آمنة في بيوتنا وممتلكاتنا حتى جاءت أزمة بوكو حرام وقلبت الأمور رأسًا على عقب
احتفل منتدى الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام ، وهو منصة يدعمها مركز الحوار العالمي ومقرها في نيجيريا، باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد في 22 أغسطس / آب من خلال زيارة مخيمات النازحين داخلياً في مدينة أبوجا والتبرع بالمواد الأساسية، والاستماع إلى قصصهم، والتعرف على احتياجاتهم من أجل التوصُّل إلى فهم أفضل لحالتهم ورفع مستوى الوعي بشأن أثر النزاعات في جميع أنحاء البلاد.
إذ يعاني كثير من الناس في جميع أنحاء نيجيريا من العنف الدّيني. وفي شمال شرقي البلاد، خلّف الصراع المدمِّر الذي تسببت به جماعة "بوكو حرام" الآلاف من القتلى، وملايين المشردين الذين فروا إلى المخيمات بحثًا عن الأمان. وفي أجزاء أخرى من البلاد، يجري تسييس الدين وإساءة استخدامه بهدف تقسيم المجتمعات واستقطاب أفرادها لتحقيق مكاسب سياسية، وغالبًا ما تسفر هذه الأعمال عن تدمير المجتمعات واخراج الناس من ديارهم.
يوجد الآن 19 مخيماً للنازحين داخلياً في مدينة أبوجا و ما حولها. وبحسب إحصائيات للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بلغ عدد الأشخاص المشردين داخليًا في نيجيريا ما يربو على 2 مليون نازحًا.
صورة: غودوين أويسي / مركز الحوار العالمي
وقام فريق منتدى الحوار، بقيادة الأمينين العامين المشاركين للمنتدى، مالام إبراهيم يحيى والقس إبراهيم جوشوا، رفقة مسؤول مكتب برنامج مركز الحوار العالمي في نيجيريا، لانتانا باكو عبد الله، بإجراء زيارة إلى مخيم الحدائق الماليزية، الذي يضم أكثر من 1500 شخصًا يعيشون تحت رحمة الأعمال الخيرية، ويصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف المعيشية القاسية. يضم المخيم أشخاصًا من بلدتي جوزا ومارت وبلدات أخرى في ولاية بورنو الشمالية الشرقية، والتي طالها النصيب الأكبر من عنف جماعة "بوكو حرام". وعليه، دعا المشردون في المخيم لإيجاد حل لأزمة بوكو حرام حتى يتمكنوا من العودة بأمان إلى ديارهم.
يخاطب فريق المنتدى سكان المخيم للاستماع إلى احتياجاتهم ومخاوفهم من خلال تنظيم اجتماع جماهيري. الصورة: غودوين أويسي / مركز الحوار العالمي
قال غاربا علي، أحد سكان المخيم ، معبرًا عن شوقه لمنزله: "لا يوجد مكان مثل المنزل ... ولا يمر علي يوم لا أدعو فيه من أجل العودة إلى قريتي في بلدة جوزا". "إذ أصبح الحصول على الطعام والمياه الصالحة للشرب هنا يمثل تحديًا حقيقيًا، وبالتالي فقد واجه بعضنا مخاطر صحية. وإننا نناشد السلطات المعنية تيسير أمور عودتنا إلى بلداتنا التي استولت عليها جماعة بوكو حرام ".
تبرع المنتدى بالمواد الغذائية والمواد الأساسية لسكان المخيم. حيث يعيش الكثير من سكان المخيم على هذه التبرعات. صورة: غودوين أويسي / مركز الحوار العالمي
قال الحاج عثمان أدامو، مساعد قائد مخيم آخر للنازحين في كوتشينغور: ليس لدى هؤلاء النازحين أي خيار سوى العيش هنا في المخيم. ليس لدينا وسائل عيش بديلة نتيجة أزمة بوكو حرام التي تعصف بنا. وأوضح أدامو أن سكان المخيم كانوا آمنين في بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة حتى جاءت أزمة بوكو حرام وقلبت حياتهم رأساً على عقب.
وقال أحد سكان المخيم الذي فضل عدم ذكر اسمه: "إننا نعيش في هذا المخيم منذ عام 2014" . "في البداية، كان عددنا أكبر بكثير، لكن بعض الناس عادوا إلى المزارع في ولايتي نصراوة وبلاتيو لتأمين الطعام اللازم لعائلاتهم التي تعيش في هذا المخيم."
قالت لامي تانكو، التي أنجبت توأمين مؤخراً، أنها تعيش في المخيم منذ خمس سنوات". ولقد ذهب زوجي للبحث عن الطعام كي أقوى به على ارضاع أطفالي حديثي الولادة الذين ترونهم أمامكم ". الصورة: غودوين أويسي / مركز الحوار العالمي
احتفالاً بهذا اليوم الكبير مع أعضاء المخيمين، أكد فريق المنتدى تضامنه مع ضحايا العنف، لا سيما العنف المرتكب باسم الدين، ودعا بدوره جميع المسلمين والمسيحيين إلى البحث عن قيم الحقيقة والسلام والعدالة المتأصلة في هاتين الديانتين الرئيسيتين.
كما دعا الـمنتدى حكومة نيجيريا إلى تكثيف التدابير الأمنية وضمان المقاضاة الفورية لمرتكبي أعمال العنف ضد الآخرين.
واعترافًا بحق الفرد في حرية الدين، دعا المنتدى جميع أتباع الأديان في البلاد إلى احترام سيادة القانون والحقوق الأساسية في العبادة، بما في ذلك اتخاذ تدابير فورية للاستجابة للمحنة التي يعيشها النازحين، وتلبية الاحتياجات المتصلة بإعادة التأهيل و إعادة التوطين.
عن منتدى الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام
منتدى الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام هو منصة وطنية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في نيجيريا .وتأسس المنتدى في يناير 2017 في عملية يسّرها مركز الحوار العالمي، الذي مقره فيينا.
ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز التعايش السلمي بين أتباع جميع الأديان والمجموعات العرقية المعترف بها حكوميًا في نيجيريا.
اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد
يحتفل العالم في يوم 22 أغسطس من كل عام باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على على أساس الدين أو المعتقد، مدينين بشدة أعمال العنف والإرهاب المستمرة التي تستهدف الأفراد، بمن فيهم الذين ينتمون إلى الأقليات الدينية على أساس الدين والمعتقد أو باسمهما.
إن حرية الدين أو المعتقد، وحرية الرأي والتعبير، والحق في التجمع السلمي والحق في حرية تكوين الجمعيات، هي جميعها أمور مترابطة ومتشابكة ومتعاضدة، وهي كذلك في صميم المواد 18 و 19 و 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ولذا فللحفاظ على هذه الحقوق دور مهم في مكافحة جميع أشكال التعصب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد.