كايسيد يستضيف فعاليتين متزامنتين للنساء والزملاء في لشبونة

28 نوفمبر 2022

عقد برنامج المنطقة العربية الخاص بكايسيد دورتين تدريبيتين استمرتا خمسة أيام في لشبونة بالبرتغال بين 13 و17 من نوفمبر 2022، واستندت الفعاليتان اللتان استضافتهما لشبونة وضمتا مشاركات من برنامج "هي للحوار" وزملاء المنطقة العربية إلى الأنشطة والدورات التدريبية وفعاليات التعارف الرقمي التي أقيمت سابقًا في عمان بالأردن في الفترة من 25 إلى 29 من مارس 2022. 

وحضر الدورتين التدريبيتين وحفل التخرج أكثر من 30 مشاركًا من 8 بلدان من خلفيات عرقية ودينية متنوعة. وفي حين سينضم المشاركون في برنامج الزمالة إلى شبكة خريجي زملاء كايسيد، ستنضم المشاركات في برنامج "هي للحوار" إلى شبكة جديدة هي شبكة المرأة من أجل السلام في المنطقة العربية التي ستُطلق في العام المقبل، وينبع عقد فعاليات التعارف الرقمي والدورات التدريبية من إيمان كايسيد القوي بثقافة الحوار والتعايش.

وفي حفل التخرج المشترك، قال سعادة الأمين العام لكايسيد الدكتور زهير الحارثي: "إن استدامة أي عملية حوار وبناء سلام مرتبطة بمشاركة مختلف فئات المجتمع -ولا سيَّما النساء والشباب والقيادات الدينية- التي يمكنها إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتها المحلية. واستنادًا إلى هذه الرؤية، حُددت استراتيجية كايسيد ولهذا الغرض صُممت برامج لتعزيز السلام والتعايش والمواطنة".

Image

التقدم المحرز لزملاء كايسيد في المنطقة العربية

يرمي برنامج كايسيد للزمالة الدولية إلى ربط شبكة من القيادات الملتزمة بتعزيز السلام في مجتمعاتها المحلية عبر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وعلى هذا، اجتمع 17 زميلًا من مصر والعراق والأردن والمملكة العربية السعودية ولبنان والمغرب وسوريا وتونس من أجل مناقشة الحوار بين أتباع الأديان وبناء السلام وحل النزاعات وتقييم نتائج مبادراتهم.

وفي أثناء الدورة التدريبية في مارس 2022 في عمان، حدد المشاركون خططهم لعام 2022. وفي لشبونة، أتاحت الدورة التدريبية الوجاهية الثالثة والأخيرة الفرصة للزملاء لعرض مبادراتهم وإنجازاتهم وتبادل قصصهم ومناقشة الخطط المستقبلية.

وقالت د. هيلة اليوسف -المتخصصة في العلوم الدينية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في المملكة العربية السعودية- إن برنامج الزمالة سمح للمشاركين برسم خارطة طريق لأفضل الممارسات في الحوار بين أتباع الأديان. وفي إطار البرنامج، أطلقت اليوسف مبادرتها الخاصة "لنتحاور لنتعايش".

واستهدفت المبادرة 101 من خريجي الجامعات لتعزيز تنوع الحوار والتعايش. وقالت اليوسف إن الناس يفترضون أنه لا يوجد الكثير من التنوع في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، فإن المملكة مساحتها شاسعة وغالبًا ما توجد اختلافات ثقافية بين مناطقها ومواطنيها. وشملت مبادرة اليوسف عقد جلسات دورية واجتماعات مع مشاركين من 9 بلدان عربية وغير عربية متعددة.

وأشارت اليوسف إلى أن "دعم كايسيد مكنها من تعزيز قيم التعايش وزيادة الوعي بالطبيعة المتنوعة لبلدها".

ومن لبنان، قال الشيخ سعيد مكارم من الطائفة الدرزية إن برنامج الزمالة سمح له بالتعاون مع زميلة أخرى من الاتحاد العالمي للطلاب المسيحيين (WSCF) ميرا نعيمة بإطلاق مبادرة بعنوان "الألوان المتحدة للأديان" وتنفيذها بغية توحيد الدروز والمسلمين والمسيحيين عن طريق زيارة المواقع والأضرحة الدينية لبعضهم بعضًا. وتحدثت نعيمة عن المبادرة بقولها: "إنها تسعى إلى إيقاظ الشعور بالأخوَّة بين الشباب ومساعدتهم على بناء جسور التقارب والحوار حتى يكون لكل شخص أخ من دين آخر، لأن ما يجمعنا هو أكثر ممَّا يفرقنا".

المرأة تقود المسيرة عبر "خوض تجارب جديدة"

يسعى مشروع "هي للحوار" إلى تمكين النساء من إطلاق مبادرات محلية وإقليمية لترسيخ قيم التعايش عن طريق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في مجتمعاتها المحلية. ويؤمن مدير البرنامج الأستاذ وسيم حداد بأن المرأة "لديها الآن فرصة تاريخية لمزيد من المشاركة، ليس في الحوار بين أتباع الأديان وحسب ولكن في جميع القضايا الأخرى التي تؤثر فيها وأن تكون جزءًا من الحل أيضًا". ووفقًا لما قاله حداد، فإن الحوار بين أتباع الأديان ليس حكرًا على الرجال فقط وإن النساء لديهن الفرصة والقدرة على الوصول إلى جميع الفئات السكانية في المجتمع المحلي.

وأضاف حداد أن المشاركات في برنامج "هي للحوار" ناقشن العديد من الموضوعات الرئيسة، مثل تأثير تغير المناخ والتصحر والجفاف "لأن ذلك يؤثر تأثيرًا فوريًّا في حياة المرأة ووضعها الاقتصادي، وبخاصة في المناطق الريفية".

وأوضحت الدكتورة آمنة الذهبي -وهي مشاركة من العراق- أنه منذ تدريب شهر مارس في عمان، أطلقت المشاركات في برنامج "هي للحوار" من مصر والعراق والمملكة العربية السعودية ولبنان وسوريا مبادرة محلية عملت على تحديد المنظمات المشاركة في الحوار بين أتباع الأديان من أجل المرأة وجمع البيانات وإطلاق دراسات استقصائية لتقييم مشاركة المرأة على الصعيد الإقليمي في الحوار بين أتباع الأديان.

وقالت الذهبي: "إنه لم يكن مفاجئًا أن نجد أن مشاركة المرأة في الحوار بين أتباع الأديان كانت متدنية على المستوى الإقليمي، وتحديدًا في دول مثل العراق وسوريا ومصر". ووفقًا لما ذكرته الذهبي، فإن التحديات تختلف من بلد إلى آخر. وأضافت أنه "في مصر، على سبيل المثال، جعلت المناطق الريفية الكبيرة من الصعب على المشاركين إجراء دراسات استقصائية وجمع البيانات". وفي أثناء وجودها في العراق وسوريا، كانت المخاطر الأمنية هي العقبة. ومع ذلك، "فإننا نعمل على صياغة توصيات وحلول لتحسين مشاركة المرأة".

وقالت عواطف أنور من مصر إن مشروع "هي للحوار" سمح للمشاركات المصريات من خلفيات دينية متنوعة بالالتقاء وبدء حوار فيما بينهم. وطبقًا لما قالته أنور، فقد أدى ذلك إلى إطلاق مبادرة بعنوان "من هُنَّ سلام"، التي كان جزء منها ورشة ضمت قرابة 30 كاتبًا إسلاميًّا لمناقشة حالة المرأة في الحوار بين أتباع الأديان.

Image

وأضافت عواطف أن "التوصيات الناتجة شددت على الحاجة إلى تغيير المعايير الثقافية والاجتماعية فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحوار بين أتباع الأديان وإشراك المرأة في عملية صنع القرار".

وبشأن الأثر الطويل لمبادرة، تأمُل عواطف في أن تنتشر قيم الحوار بين أتباع الأديان وثقافة التعايش في كل المجتمعات المحلية في مصر.

ومن المملكة العربية السعودية، قالت علا محمد باجنيد إن "التحديات موجودة في كل مجتمع". ومع ذلك، أكدت أنه مع التحديات تأتي الفرص لأخذ زمام المبادرة في مجالات الحوار بين أتباع الأديان. ولهذا، أطلقت باجنيد مبادرتها "هي السعودية"، التي ترمي إلى زيادة تمكين دور المرأة في الحوار بين أتباع الأديان.

وأضافت باجنيد أن مشروع كايسيد "هي للحوار" "فتح أفقًا جديدًا في المملكة العربية السعودية لمشاركة المرأة وسمح لها بخوض تجارب جديدة بخطى واثقة".

واتفقت المشاركات الثلاث جميعهنَّ اللواتي قابلناهنَّ في برنامج "هي للحوار" على أن تحدي الأعراف الاجتماعية ووجود النساء فيما يُنظر إليه ثقافيًّا على أنه مجال ذكوري يعد تحديًا كبيرًا. ولاستثمار نجاح برنامج "هي للحوار"، يعمل برنامج المنطقة العربية الخاص بكايسيد مع خريجي البرنامج على إنشاء شبكة "المرأة من أجل السلام في المنطقة العربية"، الذي من المقرر أن تتألف في السنة اللاحقة -في البداية- من مشاركات مدرَّبات تدريبًا مكثفًا في برنامج "هي للحوار". وحسبما أفاد حداد، فإن "الغاية من الشبكة هي السماح للقيادات النسائية الشعبية من شتى البلدان والثقافات والخلفيات الدينية والعرقية بمشاركة خبراتها ودعمها والتعاون مع بعضها بعضًا من أجل تعزيز السلام والتعايش".