يشرع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حاليا في متابعة خطة عمل تهدف إلى دعم ثقافة الحوار والتعايش في التعليم الديني من خلال المعاهد المتخصصة في إعداد القيادات الدينية بهدف الحفاظ على التعايش في ضوء التنوع الديني في بعض الدول العربية التي ينتمي مواطنيها إلى مجموعات متنوعة دينياً وثقافياً. إضافة إلى ذلك، فقد قام المركز بإنشاء أول شبكة للمؤسسات التعليمية الدينية في العالم العربي لتعزيز قيم الحوار والتعايش بين أتباع الأديان في منظومة التعليم الديني وفي تفاعلات المجتمعات الدينية المحلية المختلفة ضمن مشروعه العالمي لتعزيز المشتركات الإنسانية واحترامها ودعم جهود صناع القرار السياسي في بناء السلام .
ويقوم المركز بتفعيل برامجه وتطبيقها على أرض الواقع حيث يمضي بخطته قدما نحو إطلاق منصة حوار بين أتباع الأديان والثقافات لمعالجة هذه التحديات التي تواجه المجتمعات العربية المتنوعة، خصوصاً فيما يتعلق باستغلال تعاليم الدين لتبرير العنف والإرهاب، حيث أطلق المركز برنامج عالمي بعنوان "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" ، وقد أطلق المركز مبادرته بمشاركة قيادات دينية متنوعة من مصر و العراق وسوريا ولبنان والأردن ودول الخليج العربي، كما سينشئ المركز مجموعات عمل من أجل تعزيز المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش لمساعدة القيادات الدينية في تنسيق نشاطاتهم وتنفيذ أنشطتهم المشتركة. وسيتم خلال الأسابيع القادمة اطلاق شبكة أعضاء الكليات المتخصصة في التعليم الديني الإسلامية والمسيحية في المنطقة العربية وذلك لتعزيز المشتركات الإنسانية .
كما يعمل المركز على نشر ثقافة الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات عن طريق دعم ومساندة المنابر التي تجمع بين القيادات الدينية وصناع السياسات من أجل تطوير مبادرات المصالحة والسلام. ولقد تم اجتياز المرحلة الأولى في طريق تحقيق هذه الغاية بتبني خطط العمل للمنطقة في نوفمبر من العام 2014 في مؤتمر فينا وسبتمبر 2015 في مؤتمر أثينا.
ومن خلال البرامج المتنوعة للمركز، تتلقى القيادات الدينية في المجتمعات المحلية التدريب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة حملات التطرف والكراهية وتكريس قيم الإعتدال والتسامح على شبكة الإنترنت. فمنذ عام 2015، تم تدريب أكثر من 300 من القيادات الدينية الشابة والمحاورين المحترفين على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة وميدان للحوار. وقد قام المركز بنشر دليل ارشادي حول الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار. كما تم تأسيس فريق عمل مكون من 60 مدربا قادرا على المضي قدما في التدريب على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة واحترام التنوع وتعزيز التعايش.
وتعد منطقة العالم العربي واحدة من أكثر المناطق تنوعا في العالم التي عاشت لمئات السنين بأمن وسلام . لكن في السنوات الخمس الماضية برزت منظمات وأفراد تستغل وتسيء استخدام الدين بغرض تبرير أعمال العنف والإرهاب. إن هذا العنف الذي يرتكب باسم الدين يهدد القيم الدينية السامية ووحدة النسيج الاجتماعي والعلاقات بين المجتمعات والطوائف الدينية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك فإن تلك الأعمال تمثل خطرا على نسيج المجتمع المتنوع، حيث واجهت بعض الفئات الدينية التهجير والاضطهاد بسبب انتمائها الديني.